صفحة رقم ١١٠
شككت ؟ فلما صعد السفينة سكنت الريح، قال يوحنا : وللوقت صارت إلى الأرض التي أرادوها، وفي الغد نظرت الجموع الذين كانوا معه في عبر البحر أن ليس هناك سوى سفبنة زاحدة، وأن يسوع لم يركبها مع تلاميذه لكن تلاميذه مضوا وحدهم، وكانت سفن أخر وافت من طبرية حتى انتهت إلى الموضع الذي أكلوا الخبز الذي بارك عليه، فحين لم ير الجماعة يسوع هناك ولا تلاميذه، ركبوا تلك السفن، وأتوا إلى كفر ناحوم يطلبون يسوع، فلما قصدوه في عبر البحر قالوا له : يا معلم متى صرت هاهنا ؟ أجاب يسوع وقال : الحق الحق أقول لكم إنكم لم تطلبوني لنظركم الآيات بل لأكلكم الخبز فشبعتم، اعلموا لا للطعام الزائل بل للطعام الباقي في الحياةة المؤبدة الذي يعطيكموه ابن البشر، ثم قال : لست أعمل بمشيئتي، لكن بمشيئة الذي أرسلني، ثم قال : قد كتب في الأنبياء أنهم يكنون بأجمعهم معلمين، الحق أقول لكم من يؤمن بي فله الحياة الدائمة، قالوا : ما نصنع حتى نعمل أعمال الله ؟ قال : عمل الله هو أن تؤمنوا بمن ارسله، قال متى : ولما عبروا جاؤوا إلى أرض جناشر، قال مرقس : فأرسوا وخرجوا من السفينة - انتهى.
فعرفه أهل ذلك المكان وأرسلوا إلى جميع تلك الكور فقدموا إليه كل المسقومين وطلبوا إليه أن يلمسوا طرف ثوبه فقط، وكل من لمسه خلص.
الأنبياء :( ٩٢ - ٩٧ ) إن هذه أمتكم.....
) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ يوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ( ( )
ولما دل ما مضى من قصص هؤلاء الأنبياء وغيرهم على أن لله القدرة الباهرة القوة البالغة الشاملة للبعث وغيره، وكان ذلك دالاً على التوحيد الذي هو أصل الدين، وأنهم كلهم متفقون عليه بالتصريح من البعض هنا ومن الباقين فيما سبق، كان إثباته فذلكة هذه القصص وما تقدمها من هذه السورة، فلذلك اتصل به قوله مخاطباً لمن قال لهم : أفأنتم له منكرون :( وأن هذه ) أي الأنبياء الذين أرساناهم قبل نبيكم ( ﷺ ) رجالاً نوحي إليهم كما أنه رجل نوحي إليه لا ىباؤكم ولا ما وجدتمه عليه ) أمتكم ) أي مقصودكم أيه الخلق بالاقتداء في الاهتداء، حال كونها ) أمة ( قال البغوي : وأصل الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد - انتهى.
وأكد سبحانه هذا المعنى فقال :


الصفحة التالية
Icon