صفحة رقم ١٥٤
وأشعارها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الرض فطيبوا بها نفساً ) والدارقطني في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :( قال رسول الله ( ﷺ ) :( ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد ( ولما ذكر ما فيها، سبب عنه الشكر فقال :( فاذكروا اسم الله ) أي الذي لا سمي له ) عليها ) أي على ذبحها بالتكبير، حال كونها ) صواف ( قياماً معقلة الأيدي اليسرى، فلولا تعظيمه بامتثال شرائعه، ما شرع لكم ذبحها وسلطكم عليها مع أنها أعظم منكم جرماً وأقوى ) فإذا وجبت جنوبها ) أي سقطت سقوطاً بردت به بزوال أرواحها فلا حركة لها أصلاً، قال ابن كثير وقد جاء في حديث مرفوع ) ولا تعجلوا النفس أن تزهق ( وقد وراه الثوري في جامعه عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن فرافصة الحنفي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ذلك.
ولما كان ربما ظن أنه يحرم الأكل ممنها ااأمر بتقريبها لله تعالى، قال نافياً لذلك :( فكلوا منها ( إذا كانت تطوعاً إن شئتم الأكل، فإن ذلك لا يخرجها عن كونها قرباناً ) وأطعموا القانع ) أي المتعرض للسؤال بخضوع وانكسار ) والمعتر ) أي السائل، وقيلك بالعكس، وهو قول الشافعي رحمه الله، قال في كتاب اختلاف الحديثك والقانع هو السائل، والمعتر هو الزائر والمار، قال الرازي في اللموامع : وأصله في اللغة أن القاف والنون والعين تدل على الإقبال على الشيء، ثم اختلف معاينه مع اتفاق القياس، فالقانع : السائل، لإقباله على من يساله، والقانع ك الراضي الذي لا يسأل، كأنه مقبل على الشيء الذي هو راض به.
ولما كان تسخيرها لمثل هذا القتل على الكيفية مع قوتها وكبرها أمرً باهراً للعقل عند التأمل، نبه عليه بالتحريك للسؤال عما هو أعظم منه فقال :( كذلك ) أي مثل هذا التسخير العظيم المقدار ) سخرناها ( بعظمتنا التي لولاها ما كان ذلك ) لكم ( وذللناها ليلاً ونهاراً مع عظمها وقوتها، ولو شئنا جعلناها وحشية ) لعلكم تشكرون (


الصفحة التالية
Icon