صفحة رقم ٢٤٥
النور :( ١٧ - ١٩ ) يعظكم الله أن.....
) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ( ( )
ولما كان هذا كله وعظاً لهم واستصلاحاً، ترجمه بقوله :( يعظكم الله ) أي يرفق قلوبكم الذي له الكمال كله فيمهل بحمله، ولا يمهل بحكمته وعلمه، بالتحذير على وجه الاستعطاف :( إن ) أي كراهة لأن ) تعودوا لمثله ابداً ) أي ما دمتم أهلاً لسماع هذا القول ؛ ثم عظم هذا الوعظ، وألهب سامعه بقوله :( إن كنتم مؤمنين ) أي متصفين بالإيمان راسخين فيه فإنكم لا تعودون، فإن عدتم فأنتم غير صادقين في دعواكم الاتصاف به ) ويبين الله ) أي بما له من الاتصاف بصفات الجلال والإكرام ) لكم الآيات ) أي العلامات الموضحة للحق والباطل، من كل أمر ديني أو دنيوي ) والله ) أي المحيط بجميع الكمال ) عليم ( فثقوا بيبانه ) حكيم ( لا يضع شيئاً إلا في أحكم مواضعه وإن دق عليكم فهم ذلك، فلا تتوقفوا في أمر من أوامره، واعلموا أنه لم يختر لنبيه عليه الصلاة والسلام إلا الخلص من عباده، على حسب منازلهم عنده، وقربهم من قلبه.
ولما كان من أعظم الوعظ بيان ما يستحق على الذنب من العقاب، أدبهم تأديباً ثالثاً اشد من الأولين، فقال واعظاً ومقبحاً لحال الخائضين في الإفك ومحذراً ومهدداً :( إن الذين يحبون ( عبر بالحب إشارة إلى أنه لا يرتكب هذا مع شناعته غلا محب له، ولا يحبه غلا بعيد عن الاستقامة ) أن تشيع ( اي تنتشر بالقول أو بالفعل ) الفاحشة ) أي الفعلة الكبيرة القبح، ويصير لها شيعة يحامون عليها ) في الذين آمنوا ( ولو كانوا في أدنى درجات الإيمان فكيف بمن تسنم ذرته، وتبوأ غايته ) لهم عذاب إليم ( ردعاً لهم عن إرادة إشاعة مثل ذلك لما فيه من عظيم الأذى ) في الدنيا ( بالحد وغيره مما ينتقم الله منهم به ) والآخرة ( فإن الله يعلم هل كفر الحد عنهم جميع مرتكبهم أم لا ) والله ) أي المستجمع لصفات الجلال والجمال ) يعلم ) أي له العلم التام، فهو يعلم مقادير الأشياء ما ظهر منها وما بطن وما الحكمة في ستره أو إظهاره أو غير ذلك من جميع الأمور ) وأنتم لا تعلمون ) أي ليس لكم علم من أنفسكم فاعلموا بما علمكم الله، ولا تتجاوزوه تضلوا.
النور :( ٢٠ - ٢٢ ) ولولا فضل الله.....
) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ