صفحة رقم ٢٦١
) من عبادكم وإمائكم ) أي أرقائكم الذكرو والإناث، احتياطاً لمصالحهم وصناً لهم عن الفساد امتثالاً لما ندب إليه حديث ( تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) ولما كان للزواج كلف يهاب لأجلها، لما طبع الآدمي عليه من الهلع في قلة الوثوق بالرزق، أجاب من كأنه قال : قد يكون الإنسان غير قادر لكونه معدماً، بقوله :( إن يكونوا ) أي كل من ذكر من حر أو عبد، والتعبير بالمضارع يشعر بأنه قد يكون في النكاح ضيق وسعة ) فقراء ) أي من المال ) يغنهم الله ( اي الذي له الكمال كله، إذا تزوجوا ) من فضله ( لأنه قد كتب لكل نفس رزقها فلا يمنعكم فقرهم من إنكاحهم، وعن ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى.
وقال البغوي : قال عمر رضي الله عنه : عجبت لمن يبتغي الغنى في بغير النكاح - وقرأ هذه الآية.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : التمسوا الغنى في النكاح، وتلا هذه الآية ابن جرير.
ولأحمد والتميذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه :( ثلاثة حق على الله عونهم : النكاح يريد العفاف، والماكتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله ) ويؤيده ما في الصحيح من حديثث الواهبة نفسها حيث زوجها رسول الله ( ﷺ ) لمن لم يجد ولا خاتماً من حديد.
ولما كلن التقدير : فالله ذو فضل عظيم، عطف عليه قوله :( والله ) أي ذو الجلال والإكرام ) واسع عليم ) أي فهو بسعة قدرته يسوق م اكتبه للمرأة على يد الزوج، وبشمول علمه يسبب أسبابه، ولما أمر سبحانه بما يعصم من الفتنة من غض البصر ثم بما يحصن من النكاح، وجراً عليه بالوعد بالإغناء، وكان هذا الوعد فيما بعد النكاح، وقدم الكلام فيه ترغيباً للإنسان في التوكل والإحصان، وكان قلبه ما قد يتعذر لأجله إما