صفحة رقم ٤٤١
الكعبة، أو لأن النفس تقلبها.
وقال الإمام أبو عبد الله القزاز : الصبا : الريح التي تهب من مطلع الشمس، والقبول : الريح التي تهب من مطلع الشمس، وذلك لأنها تستقبل الدبور، وقيل : لأنها تستقبل باب الكعبة وهي الصبا، فقد اتفقت أقولهم كما ترى على خلاف ابن القاص، وقال ابن القاص : وهي - أي الصبا - ريح معها روح وخفة، ونسيم تهب مما بين مشرق الشتاء ومطلع سهيل، ولها برد يقرص أشد من هبوبها، وتلقح الأشجار، ولاتهب إلا بليل، سلطانها إذا أظلم الليل، إلى أن يسفر النهار وتطلع الشمس، وأشد ما يكون في وقت الأسحار وما بين الفجرين، والجنوب تهب ما بين مطلع سهيل إلى مغارب الشمس في الصيف.
وقال في القاموس : والجنوب : ريح تخالف الشمال، مهبها من مطلع شهيل إلى مطلع الثريا، وعن ابن هشام اللخمي أن الجنوب هي الريح القبلية.
وفي الجمع بين العباب والمحكم : والجنوب ريح تخالف الشمال تأتي عن يمين القبلة، وقيل : هي من الرياح ما استقبلك عن شمالك إذا وقفت في القبلة، قال ابن الأعرابي : ومهب الجنوب من مطلع شهيل إلى مطلع الثريا، وقال الأصمعي : إذا جاءت الجنوب جاء معها خير وتلقيح، وإذا جاءت الشمال نشفت، ويقال للمتصافيين : ريحهما جنوب، وإذا تفرقا قيل : شملت ريحهما، وعن ابن الأعرابي : الجنوب في كل موضع حارة إلا بنجد فإنها باردة ؛ وقال ابن القاص : وإذا هبت فقوتها في العلو والهواء أكثر لأنها موكلة بالسحاب، وتحرك الأغصان ورؤوس الأشجار، ومع ذلك فتراها تؤلف الغيم في السماء، فتراه متراكماً مشحوناً، قال : وسمعت من يقول : ما اشتد هبوبها إلا خيف المطر، ولا هبت جنوب قط ثم يتبعها دبور إلا وقع مطر، وهي تهيج البحر وتظهر بكل ندى كامل في الأرض، وهي من ريح الجنة.
والدبور - قال في القاموس : ريح تقابل الصبا، وقال القزاز : هي التي تأتي من دبر الكعبة وهي لتي تقابل مطلع الشمس، وقال ابن القاص : تهب ما ين مغارب الشمس في الصيف إلى مطلع بنات نعشن وقوتها في الأرض أشد من قوتها في الهواء، وهي إذا هبت تثير الغبار.
وتكسح الأرض.
وترفع الذيول، وتضرب القدام، وأشد ما تثير الغبار إذا تنكبت، تراها كأنها تعلب بالتراب على وجه الأرض، وترى الأشجار في البوادي والرمال لها دوي من ناحية الدبور، وقد اجتمع في أصلها التراب وما يلي الجنوب عارياً مكشوفاً متحفزاً وقوتها في الأرض - والله أعلم، لأن عاداً أو عدت بالتدمير بالرياح، فحفرت الآبار واستكنت فيها، فبعث الله الدبور فدخلت الآبار وقذفتهم متدمرين حتى أهلكتهم.
والشمال - قال في القاموس : الريح التي تهب من قبل ا لحجر، والصحيح أنه ما مهبه ما بين مطله الشمس وبنات نعش، أو من مطلع النعش إلى مسقط


الصفحة التالية
Icon