صفحة رقم ٤٤٢
النسر الطائر، ولا تكاد تهب ليلاً.
وقال القزاز : هي الريح التي تأتي عن شمالك إذا استقبلت مطلع الشمس، والعرب تقول : إن الجنوب قالت للشمال : إن لي عليك فضلاً، أنا أسري وأنت لا تسرين، فقالت الشمال : إن الحرة لا تسرين، وقال الصغاني في مجمع البحرين : والشمال : الريح التي تهب من ناحية القطب، وعن أبي حنيفة : هي التي تهب من جهة القطب الشمالي وهي الجربياء وهي الشامية لأنها تأتيهم من شق الشام، وفي الجمع بين العباب والمحكم، والبوارح : شدة الرياح من الشمال في الصيف دون الشتاء كأنه جمع بارحة، وقيل : البوارح : الرياح الشدائد التي تحمل التراب، واحدتها بارح، والجربياء : الريح التي بين الجنوب والصبا، وقيل : هي النكباء التي تجري بين الشمال والدبور، وهي ريح تقشع السحاب، وقيل هي الشمال، وجربياؤها بردها - قالهالأصمعي، وقال الليث : هي الشمال الباردة، وقال ابن القاص : والشمال تهب ما بين مطلع بنات نعش إلى مطلع الشمس في الشتاء، وهي تقطع الغيم وتمحوها، ولذلك سميت الشمال المحوة، قال : وهذا بارض الحجاز، أما أرض العراق والمشرق فربما ساق الجنوب غيماً واستداره ولم يحلبه حتى تهب الشمال فتحلبه، والجنوب والشمال متماثلتان، لأنهما مولكتان لاسحاب، فالجنوب تطردها وهي مشحونة، والشمال تردها وتمحوها إذا أفرغت، قال أبو عبيدة : الشمال عند العرب للروح، والجنوب للأمطار والندى، والدبور للبلاء، وأهونه أن يكون غباراً عاصفاً يقذي العيون، والصبا لإلقاح الشجر، وكل ريح من هذه الرياح انحرفت فوقعت بين ريحيين فهي نكباء، وسميت لعدولها عن مهب الأربع اللواتي وصفن قبل - انتهى.
وقال المسعودي في مروج الذهب في ذكر البوادي من الناس وسبب اختيار البدو : إن شخصاً من خطباء العرب وفد على كسرى فسأله عن أشياء منها الرياح فقال : ما بين سهيل إلى طرف بياض الفجر جنوب، وما بإزائهما مما يستقبلهما من المغرب شمال، وما جاء من وراء الكعبة فهي دبور، وما جاء من قبل ذلك فهي صبا، ونقل ابن كثير في سورة النور عن ابن أبي حام وابن جرير عن عبيد بن عمير الليثي أنه قال : يبعث الله المثيرة فتقم الأرض قماً، ثم يبعث الله الناشئة فتنشىء السحاب، ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف بينه، ثم يبعث الله اللواقح فتلقح السحاب.
ولما انكشف بما مضى من الآيات.
ما كانوا في ظلامه من واهي الشبهات، واتضحت الأدلة، ولم تبق لأحد في شيء من ذلك علة.
كرر سبحانه الإنكار في قوله :( أإله مع الله ) أي الذي كمل علمه فشملت قدرته.
ولما ذكر حالة الاضطرار، وأتبعها من صورها ما منه ظلمه البحر، وكانوا في