صفحة رقم ٣٦٢
الترمذي - وقال : حسن صحيح - والنسائي وابن حبان في صحيحه وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والطبري وابن أبي حاتم وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرض أبو طالب فجاءته قريش، وجاءه النبي ( ﷺ ) وعند أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه، قال : وشكوه ألى أبي طالب - زاد الكسائي في الكبير وأبو يعلى : وقالوا : يقع في آلهتنا فقال : يا ابن أخي ما تريد من قومك ؟ قال ( أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية ) قال : كلمة واحدة، قال : كلمة واحدة، فقال : وما هي ؟ فقال : يا عم، قولوا ( لا إله إلا الله ) فقالوا : أجعل الآلهة إلهاً واحداً ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن إلا اختلاق، قال : فنزل فيهم ( ) ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفورا في عزة وشقاق ( إلى قوله :( اختلاق ( وفي التفاسير أنهم قالوا : كيف يسع الخلق كلهم إله واحد.
ولما كان مرادهم بهذه التأكيدات الدلالة على أنهم في غاية الثبات على ما كانوا عليه قبل دعائه، وأبى الله أن يبقى باطلاً بغير إمارة يقرنه بها تفضحه، وسلطان يبطله ويهتكه، أتبع ذكل حكاية قولهم الذي جعلوه دليلاً عل حرمهم، فكان دالاً على عدم صدقهم في هذا الحكم الجازم غاية الجزم بالاختلاق المنادى عليهم بأن أصل دائهم والحامل لهم على تكذيبهم إنما هو الحسد، فقال دالاً بتعبيرهم بالإنزال على أنه ( ﷺ ) كان جديراً بأن يتوهم فيه النبوة بما كان له قبل الوحي من التعبد والأحوال الشريفة وقدموا ما يدل على اختصاصه عناداً لما يعلمون من أحواله المقتضية للخصوصية بخلاف ما يذكر في القمر، وعبروا بحرف الاستعلاء إشارة إلى أن مثل هذا الذي يذكره لا يقوله إلا من غلب على عقله قفالوا :( أءنزل عليه ) أي خاصة ) الذكر ) أي الذي خالف ما نحن عليه وصار يذكر به، وزادوا ما دلوا به على الاختصاص تصريحاً فقالوا :( من بيننا ( ونحن أكبر سناً وأكثر شيئاً، وهذا كله كما ترى مع مناداته عليهم بالحسد العظيم ينادي عليهم غاية المناداة بالفضيحة، لأنه إن كان المدار على رعاية حق الآباء حتى لا


الصفحة التالية
Icon