صفحة رقم ٨٨
على الشيء، لأن ذلك من لوازم الحدة الناشئة عن القوة الناشئة عن الجمع، ومن هنا قيل للخطيب البليغ والشجاع والغيور : شحشح وشحشاح، والشحشح من الغربان : الكثير الصوت، ومن الحمير : الخفيف، ومن القطا : السريعة، والشحشاح : الطويل - كأنه جمع طولين، وشحشح البعير في الهدير - إذا لم يخلصه، كأنه جمع إلى الهدير ما ليس بهدير، والشحشحة : صوت الصرد - لكثرة اتصالها، فهي ترجع إلى الحدة التي ترجع إلى القوة الناشئة عن الجمع، وترديد البعير في الهدير والطيران السريع الحذر، فإنه يدل على اجتماع القلب وثقوب الذهن، وامرأة شحشاح - كأنه رجل في قوتها، والمشحشح - كالمسلسل : القليل الخير، وإبل شحائح : قليلة الدر، وذلك من الجمع والصلابة الناشئة عن القساوة والنكد، والشحيح من الأرض ما يسيل من أدنى مطر، لصلابتها وشدة اجتماع بعضها إلى بعض، والشحشح أيضاً من الأرض ما لا يسيل إلا من مطر كثير ضد الأول، وذلك ناظر إلى جمعها للنظر لغوره فيما لما في أجزائها من التفرق الذي تقدم أنه من لوازم الجمع، ومن مطلق الجمع : الفلاة الواسعة - لأنها جامعة لما يراد جمعه، والشحاح : شهاب صغار تدفع الماء إلى الوادي، فهي بمدها جامعة، وبكونها صغاراً نكدة ومجتمعة في نفسها، ومن الجمع : الحشيش، وهو اليابس من العشب، وأصله ما جمع منه.
والمحش : الموضع الكثير الحشيش والخير، لأن الجمع ربما نشأ عنه رفق، وكثرة الحشيش يلزمها الرفق بعلفه للدواب، ويكون أرضه طيبة، ومن حش الحشيش : قطعه، وفلاناً : أصلح من حاله، والمال : كثره، وزيداً بعيراً أو ببعير : أعطاه إياه، والحش - بالفتح : المخرج، والمحشة : الدبر، والحش : البستان ذو النخل المجتمع، سمى الخلاء به لأن العرب كانت تقضي الحاجة فيه، وحش طلحة وحش كوكب : موضعان بالمدينة، وحش الولد في البطن : يبس، وأحشت المرأة فهي محش - إذا يبس الولد في جوفها، والحش - بالضم : الولد الهالك في البطن، وحششت الفرس : جمعت له الحشيش، وأحششت الرجل : أعنته على جمع الحشيش، والحشائش : الجوالق فيه الحشيش، وأحش الكلأ : أمكن لأن يُحَس، والمستحشة من النوق التي دقت أوظفتها، أي ما فوق رسغها إلى ساقها، وذلك من من عظمها وكثرة شحمها، واستحش الغصن : طال - كأنه جمع طولين، أو صار بحيث يجمع ورقاً كثيراً، الشيء بالشيء، وحش الودي من النخل : يبس، ومن الجمع : حش الصيد : جمعه من جانبيه، والفرس : ألقى له حشيشاً، قال القزاز : وهو يبس الكلأ، وأصله ما جمع، ومنه : أحشك وتروثني - يضرب لمن أساء إلى أحسن إليه، ومرت الإبل تحش