صفحة رقم ٥٠٥
الأحوذي : الخفيف في المشي لحدقه، وجاء على الأصل على لحكم الصحيح لأنه لم يبن على حاذ كافتقر فإنه لا مجرد له، لم يقولوا : فقر :( فأنساهم ) أي فتسبب عن استحواذه عليهم أنه أنساهم ) ذكر الله ) أي الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى بعد أن كان ذكره مركوزاً في فطرهم الأولى، فصاروا لا يذكرونه أصلاً بقلب، ولا لسان.
ولما كان ذلك، أنتج ولا بد قوله :( أولئك ) أي الذين احلوا أنفسهم أبعد منزل ) حزب الشيطان ) أي أتباعه وجنده وجماعته وطائفته وأصجحابه والمحدقون به والمتحيزون إليه لدفع ما حزبه أي نابه واشتد عليه، المبعدون المحترقون لأنهم تبعوه ولم يخافوا في مجازيته وإنفاذ ما يريد لومة لائم مع أنه كله نقائص ومعايب، وهم مطبوعون على بغضه، وتركوا من له الكمال كله، وكر وحبه مركوز في فطرهم فلذلك كانت ترجمة هذا ونتيجته قوله :( ألا ( وأكد لظنهم الريح بما لهم في الدنيا من الكثرة وظهرو التعاضد والاستدراج بالبسط والسعة فقال :( إن حزب الشيطان ) أي الطريد المحترق ) هم ) أي خاصة ) الخاسرون ) أي العريقون في هذا الوصف لأنهم لم يظفروا بغير الطرد والاحتراق.
المجادلة :( ٢٠ - ٢٢ ) إن الذين يحادون.....
) إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ( )
ولما بين ما اوصلهم إليه نسيان الذكر من الخسار، بين أنه أوقعهم في العداوة، فقال معللاً الخسار والنسيان والتحزب، وأكد تكذيباً لحالفهم على نفي ذلك مظهراً موضع الغضمار للتنبيه على الوصف الموقع في الهلاك :( إن الذين يحادون ( ولعل الإدغام لسترهم ذلك الإيمان، ويفهم منه الحكم على من جاهر بطريقة الأولى ) الله ) أي يعفلون مع الملك الأعظم الذي لا كفوء له فعل من ينازع ىخر في أرض فيغلب على طائفة منها فيجعل لها حداً لا يتعداه خصمه ) ورسوله ( الذي عظمته من عظتمه.
ولما كانوا لا يفعلون ذلك إلا لكثرة أعوانهم وأتباعهم، فيظن من رآهم أنهم الأعزاء الذين لا أحد أعز منهم، قالتعالى نفياً لهذا الغرور الظاهر :( أولئك ) أي الأباعد الاسافل ) في الأذلين ) أي الذين يعرفون أنهم أذل الخلق بحيث يوصف كل


الصفحة التالية
Icon