صفحة رقم ٧١
أمر لا بد منه، وبالبناء للمفعول على أن إلقاءهم في غاية السهورة على كل من يؤمر به :( إذا ألقوا ) أي طرح الذين كفروا والأخساء من أي طارح أمرناه بطرحهم ) فيها ( حين تعتلهم الملائكة فتطرحهم كما تطرح الحطب في النار ) سمعوا لها ) أي جهنم نفسها ) شهيقاً ) أي صوتاً هائلاً أشد نكارة من أول صوت الحمال لشدة توقدها وغليانها، أو لأهلها - على حذف مضاف ) وهي تفور ) أي تغلي بهم كغلي المرجل بما فيه من شدة التلهب والتسعر، فهم لا يزالون فيها صاعدين هابطين كالحب إذا كان الماء - يغلي به، لا قرار لهم أصلاً.
الملك :( ٨ - ١١ ) تكاد تميز من.....
) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُواْ بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ ( ( )
ولما وصفها بالفوران، بين سببه تمثيلاً لشدة اشتعالها عليهم فقال :( تكاد تميز ) أي تقرب من أن ينفصل بعضها من بعض كما يقال : يكاد فلان ينشق من غيظه وفلان غضب فطارت شقة منه في الأرض وشقة في السماء - كناية عن شدة الغضب ) من الغيظ ) أي عليهم، كأنه حذف إحدى التائين إشارة إلى أنه يحصل منها افتراق واتصال على وجه من السرعة لا يكاد يدرك حق الإدراك، وذلك كله لغضب سيدها، وتأتي يوم القيامة تقاد إلى المحشر بألف زمان لكل زمام سبعون ألف ملك يقودونها به، وهي شدة الغيظ تقوى على الملائكة وتحمل على الناس فتقطع الأزمة جميعاً وتحطم أهل المحشر فلا يردها عنهم إلا النبي ( ﷺ ) يقابلها بنوره فترجع مع أن لكل ملك من القوة ما لو أمر به أن يقتلع الأرض وما عليها من الجبال ويصعد بها في الجو فعل من غير كلفة، وهذا كما أطفأها في الدنيا بنفخة كما رواه الجماعة إلا الترميذ وهذا لفظ أبي داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :( انكسفت الشمس على عهد رسول الله ( ﷺ ) - فذكر صلاته إلى أن قال : ثم نفخ في آخر سجوده.
فقال : أف أف ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ) وفي رواية النسائي أنه قال : قال ( ﷺ ) :( لقد أدنيت مني النار حتى جعلت ألفتها خشية أن تغشاكم )