٧- الالتفات في" التبيان في إعراب القرآن " و" إملاء ما منَّ به الرحمن " للعكبري.
تناول أبو البقاء عبد الله بن الحسن العكبري (ت: ٦١٦ هـ) الالتفات في كتابيه السابقين، وسيتناول الباحث كلا من الكتابين على حدة – إن شاء الله -.
أولا: الالتفات في " التبيان في إعراب القرآن "، هذا الكتاب – كما يدل من عنوانه – في إعراب الجمل والآيات القرآنية، وقد تحدث صاحبه عن الالتفات في مواطنه وفيما تكون علاقة بين الالتفات وحالة الإعراب في الجملة أو الكلمة.
والملاحظ أنّ المؤلف قد اقتصر على نوعين من أنواع الالتفات ؛ وهما الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة. كما أنه سمّى هذا الأسلوب " رجوعا " يقول العكبري عند تفسير سورة الفاتحة:" فإن قيل: إيّاك خطاب، والحمد لله على لفظ الغيبة، فكان الأشبه أن يكون إياه، قيل عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة، وسيمر بك من ذلك مقدار صالح في القرآن " (العكبري، التبيان: ١/٧).
وهذا يدل على أن هذا الأسلوب يقتصر عنده على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة، والعكبري يذكر القراءات الواردة في الآيات، ويوجه كل قراءة توجيها نحويا، وإذا كان فيها تغير في الضمائر ذكره ؛ فحينما فسر قوله تعالى) قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين ((آل عمران / ٩) قال: ") يرونهم (ويقرأ في المشهور بالياء، فأما القراءة بالتاء فلان أول الآية خطاب. وموضع الآية على هذا – يقصد قوله ترونهم – يجوز أن يكون نعت صفة لفئتين، أن فيها ضميرا يرجع عليها ويجوز أن يكو ن حالا من الكاف في لكم.... وأما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في معنى التاء، إلى انه رجع من الخطاب في الغيبة والمعنى واحد "(العكبري، التبيان: ١/٢٤٣).