ينقسم الالتفات من الناحية العقلية إلى ستة أقسام هي:
· الأول: الالتفات من ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة.
· الثاني: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
· الثالث: الالتفات من التكلم إلى الخطاب.
· الرابع: الالتفات من الخطاب إلى التكلم.
· الخامس: الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
· السادس: الالتفات من التكلم إلى الغيبة.
وهذه الأقسام موجودة في الشعر العربي سواء كان شعرا إسلاميا أو شعرا جاهليا مع التفاوت بينهما من جهة الكثرة والقلة في الشعر عموما ستقدم أمثلة مختصرة من الشعر خلال الحديث عن جهود البلاغيين والنحاة في الالتفات القرآني. كما أن هذه الأقسام الستة للالتفات موجودة في القرآن الكريم على رأي جمهور العلماء ؛ إذ نفى الإمام السيوطي - رحمه الله - في "الإتقان " وجود الالتفات من الخطاب إلى التكلّم في القرآن (السيوطي: ج٢/٨٥).
ومن أمثلة الالتفات قوله تعالى: ﴿ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين * الرحمن الرحيم * مالكِ يوم الدين* إيّاكَ نعبُدُ وإيّاك نسْتعين ﴾ (الفاتحة / ٢- ٥) حيثُ التفتَ من أسلوب الغيبة بقوله ﴿ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ﴾ إلى أسلوب الخطاب بقوله ﴿ إيّاكَ نعبُدُ وإيّاك نسْتعين ﴾.
ومن أمثلة الالتفات من الخطاب إلى الغيبة قوله تعالى: ﴿ هو الذي يُسيّركم في البرّ والبحر حتى إذا كنتمْ في الفلْكِ وجريْنَ بهم بريح طيّبةٍ وفرحوا بها جاءَتْهمْ ريحٌ عاصِفٌ ﴾ (يونس /٢٢) حيث خاطبهم الله سبحانه بقوله: ﴿ كنتم ﴾، وتغيّر الأسلوب إلى الغيبة ﴿ وجرين بهم ﴾ ولكل موضعٍ سره بل أسراره التي هي حريّة بالدراسة والتأمّل.......
المبحث الثاني: جهود أشهر اللغويين والنحاة في دراسة الالتفات في القرآن الكريم