( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة ) بالرفع وهذه لغة تميم جعل ما بمعنى الذي ورفع بعوضة على إضمار ابتداء والحذف في ما أقبح منه في الذي لأن الذي إنما له وجه واحد والاسم معه أطول ( فأما الذين آمنوا ) الذين رفع بالابتداء وخبره ما بعد الفاء فلا بد من الفاء في جواب أما لأن فيها معنى الشرط أي مهما يكن من شيء فالأمر كذا ( فيعلمون أنه الحق ) أن في موضع نصب بيعلمون والهاء اسمها والحق خبرها ( من ربهم ) خفض بمن ( وأما الذين كفروا ) ولغة تميم وبني عامر أيما يبدلون من إحدى الميمين ياءا كراهية التضعيف وعلى هذا ينشد بيت عمر بن أبي ربيعة
( رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت ** فيضحى وأيما بالعشي فيخصر ) ( فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) إن شئت جعلت ما و ذا شيئا واحدا في موضع نصب بأراد قال ابن كيسان وهو أجود وإن شئت جعلت ما اسما تاما في موضع رفع بالابتداء و ذا بمعنى الذي هو خبر الابتداء ويكون التقدير ما الذي أراد الله بهذا مثلا قال أحمد بن يحيى ثعلب مثلا منصوب على القطع وقال ابن كيسان هو منصوب على التمييز الذي وقع موقع الحال ( يضل ) فعل مستقبل ( كثيرا ) مفعول به