إسحاق هو من الدنو أي الذي هو أقرب من قولهم ثوب مقارب أي قليل الثمن قال أبو جعفر وأجود من هذين القولين أن يكون المعنى والله أعلم أتستبدلون الذي هو أقرب إليكم في الدنيا بالذي هو خير لكم يوم القيامة لأنهم إذا طلبوا غير ما أمروا بقبوله فقد استبدلوا الذي هو أقرب إليهم في الدنيا مما هو خير لهم لما لهم فيه من الثواب ( اهبطوا مصرا ) نكرة هذا أجود الوجوه لأنها في السواد بألف وقد يجوز أن تصرف تجعل اسما للبلاد وإنما اخترنا الأول لأنه لا يكاد يقال مثل مصر بلاد ولا بلد وإنما يقال لها بلدة وإنما يستعمل بلاد في مثل بلاد الروم وقال الكسائي يجوز أن تصرف مصر وهي معرفة لخفتها يريد أنها مثل هند وهذا خطأ على قول الخليل وسيبويه والفراء لأنك لو سميت امرأة بزيد لم تصرف وقال الكسائي يجوز أن تصرف مصر وهي معرفة لأن العرب تصرف كل ما لا ينصرف في الكلام إلا أفعل منك ( فإن لكم ما سألتم ) ما نصب بان ( وضربت عليهم الذلة ) اسم ما لم يسم فاعلة ( والمسكنة ) عطف وقد ذكرنا الهمزة في ( النبيئين ) في الكتاب الذي قبل هذا ( ذلك بما عصوا ) قال الأخفش أي بعصيانهم ( وكانوا يعتدون ) عطف عليه