صنعت ويحك فولدت أنثى فقبلها ربها بقبول حسن وكان لا يحرر إلا الغلمان فتساهم عليها الأحبار بالأقلام التي يكتبون بها الوحي فكفلها زكرياء واتخذ لها مرضعا فلما شبت جعل لها محرابا لا يرتقى إليه إلا بسلم فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في القيظ وفاكهة القيظ في الشتاء قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله فعند ذلك طمع زكرياء في الولد قال إن الذي يأتيها بهذا قادر على أن يرزقني ولدا وقال الضحاك كان أكثر من يجعل خادما للأحبار ينبأ فلذلك كان لا يقبل إلا الغلمان فهذا التفسير وسياق الكلام أنها قالت رب إني وضعتها أنثى أي وليس الأنثى مما يقبل فقال الله جل وعز فتقبلها ربها بقبول حسن وأما الإعراب فإن إقامة النعت مقام المنعوت لا يجوز في مواضع ويجوز على المجاز في أخرى وحذف اللام في مثل هذا لا يستعمل
٣٦
حال وإن شئت بدل ( والله أعلم بما وضعت ) وقد ذكرنا أنه يقرأ ( بما وضعت ) وهي قراءة بعيدة لأنها قد قالت إني وضعتها أنثى وروي عن ابن عباس ( بما وضعت ) بكسر التاء أي قيل لها هذا ( وليس الذكر كالأنثى )

__________


الصفحة التالية
Icon