في نصبه قولان أحدهما أن التقدير ويجعله رسولا والآخر ويكلمهم رسولا ( أني قد جئتكم ) أي بأني فأن في موضع نصب ( أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ) بدل منها ويجوز أن يكون في موضع خفض على البدل من آية ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ أي هي أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ( فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ) هذه قراءة أبي عمرو وأهل الكوفة وقرأ يزيد بن القعقاع ( كهيئة الطائر فأنفخ فيه فيكون طائرا ) وقرأ نافع ( كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طائرا ) والقراءتان الأوليان أبين والتقدير في هذه فانفخ في الواحد منها أو منه لأن الطير يذكر ويؤنث فيكون الواحد طائرا وطائر وطير مثل تاج وتجر ( وأنبئكم بما تأكلون ) أي بالذي تأكلونه ويجوز أن يكون ما والفعل مصدرا ( وما تدخرون ) وقرأ مجاهد والزهري وأيوب السختياني ( وما تذخرون ) بالذال معجمة مخففا قال الفراء أصلها الذال يعني تذخرون من ذخرت فالأصل تذتخرون فثقل على اللسان الجمع بين الذال والتاء فأدغموا وكرهوا أن تذهب التاء في الذال فيذهب معنى الافتعال فجاءوا بحرف عدل بينهما وهو الدال فقالوا تدخرون قال أبو جعفر هذا القول غلط بين لأنهم لو أدغموا على ما قال لوجب أن يدغموا الذال في التاء وكذا باب الإدغام أن يدغم الأول في الثاني فكيف تذهب التاء والصواب في هذا مذهب الخليل وسيبويه أن الذال حرف مجهور يمنع النفس أن يجري والتاء حرف مهموس يجري معه النفس فأبدلوا من مخرج التاء حرفا مجهورا أشبه الذال في جهرها فصار تذدخرون ثم أدغمت الذال في الدال