٤٥
روي عن الحسن وأبي عمرو أنهما أدغما الميم في الباء ولا يجوز ذلك لأن في الميم غنة فلو أدغمتها لذهبت ( وكفى بالله ) الباء زائدة زيدت لأن المعنى اكتفوا بالله ( وليا ) على البيان وإن شئت على الحال وكذا ( وكفى بالله نصيرا )
٤٦
وقرأ أبو عبد الرحمن والنخعي ( يحرفون الكلام عن مواضعه ) قال أبو جعفر والكلم في هذا أولى لأنهم إنما يحرفون كلم النبي ﷺ أو ما عند هم في التوراة وليس يحرفون جميع الكلام ومعنى يحرفون يتأولون على غير تأويله وذمهم الله جل وعز بذلك لأنهم يفعلونه متعمدين ( واسمع غير مسمع ) نصب على الحال قال أبو جعفر وقد ذكرنا قول ابن عباس معناه لاسمعت وشرحه اسمع لاسمعت هذا مرادهم ويظهرون أنهم يريدون اسمع غير مسمع مكروها ولا أذى وأما قول الحسن معناه غير مسمع منك أي غير مجاب إلى ما تقوله فلو كان كذا لكان في اللفظ غير مسموع منك ( وراعنا ) قال الأخفش أي وراعنا سمعك أي ارعنا وقيل يريدون بقولهم وراعنا أي وراعنا مواشينا استخفافا

__________


الصفحة التالية
Icon