إلا أنه روى عن الأعمش أنه قرأ ( إلا أن يصلحا بينهما إصلاحا ) قال أبو جعفر وهذا كله محمول على المعنى كما يقال هو يدعه تركا فمن قال يصلحا فالمصدر إصلاحا على قوله وصلح اسم ومن قال يصالحا فالمصدر إصلاحا والأصل تصالحا ثم أدغم ومن قال يصلحا فالأصل عنده يصطلحا اصطلاحا ثم يدغم ونظيره قول الشاعر
( ورضت فذلت صعبة أي إذلال ** )
وقال آخر
( وخير الأمر ما استقبلت منه ** وليس بأن تتبعه اتباعا ) لأن معنى تتبعه وتتبعه واحد وللنحويين في هذا قولان فمنهم من يقول العامل فيه فعل محذوف والمعنى إلا أن يصالحا بينهما فيصلح الأمر صلحا فعلى هذا القول لا يكنى عن المصدر متصلا ومنهم من يقول العامل فيه الأول والكلام محمول على المعنى فهذا يكنى عنه متصلا وهذا يقع مشروحا في باب الألف واللام ( والصلح خير ) ابتداء وخبر ( وأحضرت الأنفس الشح ) أي تشح بمالها فيه من المنفعة ( وإن تحسنوا وتتقوا ) أي وإن تؤثروا الإحسان والتقوى فتجملوا العشرة ( فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) وإذا خبره جازى عليه
١٢٩