وقرأ طلحة بن مصرف
١٠٩
بالنون الخفيفة قال سيبويه قال الخليل ( وما يشعركم ) ثم أوجب فقال ( إنا ) قال أبو جعفر هذه قراءة مجاهد وأبي عمرو وابن كثير وقرأ أهل المدينة والأعمش وحمزة ( أنها ) بفتح الهمزة قال الخليل أنها بمعنى لعلها قال أبو جعفر التمام على هذه القراءة أيضا ( وما يشعركم ) ثم ابتدأ فقال ( أنها ) وفيه معنى الإيجاب وهذا موجود في كلام العرب أن تأتي لعل وعسى بمعنى ما سيكون فأما قول الكسائي أن لا زائدة فخطأ عند البريين لأنها إنما تزاد فيما لا يشكل وقرأ حمزة وحده ( لا تؤمنون ) بالتاء
١١٠
أول مرة هذه آية مشكلة ولا سيما وفيها ( ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) فالمعنى ونقلب أفئدتهم وأبصارهم يوم القيامة على لهب النار كما لم يؤمنوا في الدنيا ونذرهم في الدنيا أي نمهلهم ولا نعاقبهم فبعض الآية في الآخرة وبعضها في الدنيا ونظيرها وجوه يومئذ خاشعة فهذا في الآخرة عاملة ناصبة فهذا في الدنيا
١١١
( أننا ) في موضع رفع ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) قال هارون القارىء أي عيانا وقال محمد بن يزيد يكون قبلا بمعنى ناحية كما تقول لي قبل فلان مال و ( قبلا ) بضم القاف والباء وفيه ثلاثة أقوال فمذهب الفراء أنه بمعنى ضمناء كما قال أو تأتي بالله والملائكة قبيلا وقول الأخفش بمعنى قبيل قبيل وعلى القولين هو نصب على الحال وقال محمد بن يزيد ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) أي مقابلا ومنه فإن كان قميصه قد من قبل ومنه قبل الرجل ودبره لما كان من بين يديه ومن ورائه ومنه قبل الحيض وقرأ الحسن ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) حذف الضمة من الباء لثقلها ( ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) أن في موضع نصب استثناء ليس من الأول
١١٢
حكى سيبويه ( جعل ) بمعنى وصف ( عدوا ) مفعول أول ( لكل نبي ) في موضع المفعول الثاني ( شياطين الإنس والجن ) يدل على عدو ويجوز أن تجعل شياطين مفعولا أول وعدوا مفعولا ثانيا ومعنى شيطان متمرد في معاصي الله تعالى لاحق ضرره بغيره فإذا كان هكذا فهو شيطان كان من الإنس أو من الجن ومعناه ممتد في الشر مشتق من الشطن وهو الحبل وسمي ما توسوس به شياطين