أن في موضع خفض يقدرها مردودة على الباء وهو قول أبي إسحاق والمعنى عنده الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا بأن يقولوا ربنا الله أي أخرجوا بتوحيدهم أخرجهم أهل الأوثان ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) روي عن أبي الدرداء أنه قال لولا أن الله جل وعز يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد وبمن يغزو عمن لا يغزو لأراهم العذاب وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد لولا أن الله جل وعز يدفع بأخذ الحقوق بالشهادات ( لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد ) ولم ينصرف صوامع ومساجد لأنهما جمعان وهما نهاية الجموع فثقلا فمنعا الصرف وكذلك كل جمع ثالث حروفه ألف وبعد الألف حرفان أو ثلاثة وقوله جل وعز ( يذكر فيها اسم الله كثيرا ) الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائد على المساجد لا على غيرها لأن الضمير يليها ويجوز أن يكون يعود على صوامع وما بعدها ويكون المعنى في وقت شرائعهم وإقامتهم الحدود والحق
٤١
قال أبو إسحاق الذين في موضع نصب ردا على من يعني في ولينصرن الله من ينصره وقال غيره الذين في موضع خفض ردا على قوله أذن للذين يقاتلون ويكون الذين إن مكناهم في الأرض لأربعة من أصحاب رسول الله ﷺ لم يمكن في الأرض غيرهم من الذين قيل فيهم أذن للذين يقاتلون وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وبهذه الآية يحتج في إمامة أبي بكر وعمر وغيرها من الآي قال أبو جعفر وقد