مرسلون وغير مرسلين صلوات الله عليهم أجمعين وغيرهم يذهب إلى أنه لا يجوز أن يقال نبي حتى يكون مرسلا والدليل على صحة هذا قوله جل وعز وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي فأوجب للنبي الرسالة وإن معنى نبي أنبأ عن الله جل وعز ومعنى أنبأ عن الله جل وعز هو الإرسال بعينه والجهة الأخرى التي فيها الإشكال الحديث المروي قال أبو جعفر وقد ذكرناه بإسناده وهو أن النبي ﷺ قرأ أفرأيتم اللات والعزى فإن شفاعتهم ترتجى وسها كذا في رواية الزهري وفي رواية غيره فإنهن الغرانيق العلى قال أبو جعفر وهذا يجب أن يوقف على معناه من جهة الدين لطعن من طعن فيه من الملحدين فأول ذلك أن الحديث ليس بمتصل الإسناد ولو اتصل إسناده وصح لكان المعنى فيه صحيحا فأما معنى وسها فإن معناه وأسقط ويكون تقديره أفرأيتم اللات والعزى وتم الكلام ثم أسقط والغرانيق العلى يعني الملائكة فإن شفاعتهم يعود الضمير على الملائكة فأما من روى فإنهن الغرانيق العلى ففي روايته أجوبة عنها أن يكون القول محذوفا كما تستعمل العرب في أشياء كثيرة ويجوز أن يكون بغير حذف ويكون توبيخا لأن قبله أفرأيتم فيكون هذا احتجاجا عليهم فإن كان في الصلاة فقد كان الكلام مباحا في الصلاة ويجوز أن يكون الضمير للملائكة كما يضمر ما يعرف معناه فينسخ الله جل وعز ذلك لما فيه من الصلاح والذي فيه من الصلاح إزالة التمويه أن يموه على قوم فيقال لهم هذا الضمير للات والعزى فأنزل الله جل وعز وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي

__________


الصفحة التالية
Icon