١٤ إلا عاصما فإنه قرأ ( فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظام لحما ) وكذا قرأ الأعرج وقتادة وعبد الله بن عامر والقراءة الأولى حسنة بينة لأن المضغة تفترق فتكون عظاما فالجمع في هذا أبين والتوحيد جائز يكون يؤدي عن الجمع وقال أبو إسحاق في العلة في جوازه لأنه قد علم أن الإنسان ذو عظام واختار أبو عبيد الجمع واحتج بقول الله جل وعز ﴿ وانظر إلى العظام كيف ننشزها ﴾ أي لأنهم قد أجمعوا على هذا وهذا التشبيه غلط لأن المضغة لما كانت تفترق عظاما كان كل جزء منها عظما فكل واحد منها يؤدي عن صاحبه فليس كذا وانظر إلى العظام لأن هذا إشارة إلى جمع فإن ذكرت واحدا كانت الإشارة إلى واحد ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) مجاز و ( خلقا ) مصدر لأن معنى أنشأناه خلقناه واحد الطرائق طريقة
٢٠
معطوفة على جنات وأجاز الفراء الرفع لأنه لم يظهر الفعل بمعنى وثم شجرة ( تخرج من طور سيناء ) بفتح السين قراءة الكوفيين على وزن فعلاء وفعلاء في الكلام كثير يمتنع من الصرف في المعرفة والنكرة لأن في آخرها ألف التأنيث وألف التأنيث ملازمة لما هي فيه وليس في الكلام فعلاء ولكن من قرأ ( سيناء ) بكسر السين جعله فعلالا ومنعه من الصرف على أنه

__________


الصفحة التالية
Icon