٢٣
من أحسن ما قيل في هذا أنه عام لجميع الناس القذفة من ذكر وأنثى والتقدير الذين يرمون الأنفس المحصنات فدخل في هذا المذكر والمؤنث وكذا في الذين يرمون إلا أنه غلب المذكر على المؤنث
وقرأ مجاهد
٢٥ يرفع الحق على أنه نعت لله جل وعز قال أبو عبيد ولولا كراهة خلاف الناس لكان الوجه الرفع ليكون نعتا لله جل وعز ويكون موافقا لقراءة أبي وذلك أن جرير بن حازم قال رأيت في مصحف أبي ( ليوفيهم الله الحق دينهم ) وهذا الكلام من أبي عبيد غير مرضي لأنه احتج لما هو مخالف للسواد الأعظم ولا حجة فيه أيضا لأنه لو صح هذا أن في مصحف أبي كذلك جاز أن تكون القراءة ( يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم ) يكون دينهم بدلا من الحق على أن قراءة العامة ( دينهم الحق ) يكون الحق نعتا لدينهم والمعنى حسن لأن الله جل وعز قد ذكر المسيئين فاعلم أنه يجازيهم بالحق كما قال جل وعز ﴿ وهل نجازي إلا الكفور ﴾ لأن مجازاة الله جل وعز للكافر والمسيء بالحق والعدل ومجازاته للمحسنين بالفضل والإحسان

__________


الصفحة التالية
Icon