جعفر القراءة الأولى بينة نسب الكوكب إلى الدر فإن قال قائل فالكوكب نورا من الدر قيل له إنما المعنى أن هذا الكوكب فضله على الكواكب كفضل الدر على سائر الحب والقراءة الثانية بهذا المعنى فأبدل من الضمة فتحة لأن النسب باب تغيير والقراءة الثالثة أبي عمرو والكسائي ضعفها أبو عبيد تضعيفا شديدا لأنه تأولها من درات أي دفعت أي كوكب يجري من الأفق إلى الأفق فإن كان التأويل على ما تأوله لم يكن في الكلام فائدة ولا كان لهذا الكوكب مزية على أكثر الكواكب ألا ترى أنه لا يقال جاءني إنسان من بني آدم ولا ينبغي أن يتأول لمثل أبي عمرو والكسائي رحمهما الله مع محلهما وجلالهما هذا التأويل البعيد ولكن التأويل لهما على ما روي عن محمد بن يزيد أن معناهما في ذلك كوكب مندفع بالنور كما يقال اندرأ الحريق أي اندفع وهذا تأويل صحيح لهذه القراءة وحكى الأخفش سعيد بن مسعدة أنه يقال درأ الكوكب بضوئه إذا امتد ضوءه وعلا فأما قراءة حمزة فأهل اللغة جميعا إلا أقلهم يقولون هي لحن لا يجوز لأنه ليس في كلام العرب اسم على فعيل وقد اعترض أبو عبيد في هذا فاحتج لحمزة فقال ليس هو فعل إنما هو فعول مثل سبوح أبدل من الواو ياء كما قالوا عتي قال أبو جعفر وهذا الاعتراض والاحتجاج من أعظم الغلط وأشده لأن هذا لا يجوز البتة ولو جاز ما قال لقيل في سبوح سبيح وهذا لا يقوله أحد وليس عتي من هذا والفرق بينهما واضح بين لأنه ليس يخلو عتي من إحدى جهتين إما أن يكون جمع عات فيكون البدل فيه لازما لأن الجمع باب تغيير والواو لا تكون ظرفا في الأسماء وقبلها ضمة فلما كان قبل هذه ساكن وقبل الساكن ضمة والساكن ليس بحاجز حصين أبدل من الضم كسرة وقلبت الواو ياءا وإن كان عتى واحدا كان

__________


الصفحة التالية
Icon