١٥
كما حكى سيبويه عن العرب الشقاء أحب إليك أم السعادة وقد علم أن السعادة أحب إليه وقيل هذا للتنبيه وقيل المعنى أذلك خير على غير تأويل من كما يقال عنده خير وهذا قول حسن كما قال
( فشركما لخيركما الفداء ** )
وفي الآية قول ثالث وهو أن الكوفيين يجيزون العسل أحلى من الخل وهذا قول مردود لأن معنى فلان خير من فلان أنه أكثر خيرا منه ولا حلاوة في الخل ولا يجوز أن تقول النصراني خير من اليهودي لأنه لا خير فيهما فيكون أحدهما أزيد في الخير من الآخر ولكن يقال اليهودي شر من النصراني فعلى هذا كلام العرب
١٨
وقرأ الحسن وأبو جعفر ( أن نتخذ ) بضم النون وقد تكلم في هذه القراءة النحويون وأجمعوا على أن فتح النون أولى فقال أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر لا يجوز ( نتخذ ) قال أبو عمرو لو كانت نتخذ لحذفت من الثانية فقلت أن نتخذ من دونك أولياء ومثل أبي عمرو على جلالته ومحله يستحسن منه هذا القول لأنه جاء بعلة بينة وشرح ما قال أنه يقال ما اتخذت

__________


الصفحة التالية
Icon