ليأكلون الطعام ثم حذف من لأن من تدل على المحذوف وقال الفراء من محذوفة أي إلا أن منهم من ليأكلون الطعام وشبهه بقوله ﴿ وما منا إلا له مقام معلوم ﴾ قال أبو إسحاق هذا خطأ لأن من موصولة فلا يجوز حذفها ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) الفتنة في اللغة الاختبار وفي الحديث الغني للفقير فتنة والفقير للغني فتنة والقوي للضعيف فتنة والضعيف للقوي فتنة والمعنى في هذا أن كل واحد منهما مختبر بصاحبه فالغني مختبر بالفقير عليه أن يواسيه ولا يسخر منه والفقير ممتحن بالغني عليه أن لا يحسده وأن لا يأخذ منه إلا ما أعطاه وأن يصبر كل واحد منهما على الحق كما قال الضحاك في معنى ( أتصبرون ) أي على الحق ( وكان ربك بصيرا ) أي بما تعملون أي فيما امتحنكم فيه
٢٢
لا يجوز أن يكون يوم يرون منصوبا ببشرى لأن ما في خبر التعجب أو في خبر النفي لا يعمل فيما قبله ولكن فيه تقديران يكون المعنى يمنعون البشارة يوم يرون الملائكة ودل على هذا الحذف ما بعده ويجوز أن يكون التقدير لا بشرى تكون يوم يرون الملائكة و يومئذ مؤكد ويجوز أن يكون المعنى اذكر يوم يرون الملائكة ( ويقولون حجرا ) مصدر أي منعا ومنه حجرت على فلان ومنه قيل حجرة

__________


الصفحة التالية
Icon