أحسنهم مذهبا وعادة وما يجري عليه الأمر في طاعة الله جل وعز ولا يجوز أن يكون من كان حسن الخلق فاجرا فضالا ولا أن يكون أكمل إيمانا من السيىء الخلق الذي ليس بفاجر قال أبو جعفر وحكي لنا عن محمد بن يزيد أن معنى خلق الأولين تكذيبهم وتخرصهم غير أنه كان يميل إلى القراءة الأولى لأن فيها مدح آبائهم وأكثر ما جاء القرآن في صفتهم مدحهم لآبائهم وقولهم ﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾
١٤٨
الجملة في موضع خفض نعت لنخل وأحسن ما قيل في معناه ما رواه الدراوردي عن ابن أخي الزهري عن عمه في قوله جل وعز طلعها هضيم قال الرخص اللطيف أول ما يطلع وهو الطلع النضيد لأن بعضه فوق بعض
١٤٩
ويقال تنحتون لأن فيه حرفا من حروف الحلق ( بيوتا فرهين ) قراءة المدنيين والبصريين وقرأ أبو صالح والكوفيون ( فارهين ) وقد اختلف العلماء في معناهما ففرق بينهما بعضهم وجعلهما بمعنى واحد فقال أبو صالح ومعاوية بن قرة ومنصور بن المعتمر والضحاك بن مزاحم فارهون حاذقون قال مجاهد فرهون أشرون بطرون قال أبو جعفر فهذا تفريق بين معنيين يكون فارهون من فره إذا كان حاذقا نشيطا و فرهون بمعنى فرحين فأبدل من الحاء هاءا وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وينحتون من الجبال بيوتا فرهين ) قال حاذقين قال فهذا بمعنى فارهين إن كان محفوظا