الأيكة اسم البلد كله فشيء لا يثبت ولا يعرف من قاله وإنما قيل وهذا لا تثبت به حجة حتى يعرف من قاله فيثبت علمه ولو عرف من قاله لكان فيه نظر لأن أهل العلم جميعا من أهل التفسير والعلم بكلام العرب على خلافه روى عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال أرسل شعيب ﷺ إلى أمتين أي قومه أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة قال والأيكة غيضة من شجر ملتف وروى سعيد عن قتادة قال كان أصحاب الأيكة أهل غيضة وشجر وكانت عامة شجرهم الدوم وهو شجر المقل وروى جويبر عن الضحاك قال خرج أصحاب الأيكة يعني حين أصابهم الحر فانضموا إلى الغيضة والشجر فأرسل الله عليهم سحابة فاستظلوا تحتها فلما تتاموا تحتها أحرقوا ولو لم يكن في هذا إلا ما روي عن ابن عباس قال تحتها الشجر ولا نعلم بين أهل اللغة اختلافا أن الأيكة الشجر الملتف فأما احتجاج بعض من احتج لقراءة من قرأ في هذين الموضعين بالفتح بأنه في السواد ليكة فلا حجة له فيه والقول فيه أن أصله الأيكة ثم خففت الهمزة فألقيت حركتها على اللام وسقطت واستغنيت عن ألف الوصل لأن اللام قد تحركت فلا يجوز على هذا إلا الخفض كما تقول مررت بالأحمر على تحقيق الهمزة ثم تخففها فتقول مررت بلحمر فإن شئت كتبته في الخط كما كتبته أولا وإن شئت كتبته بالحذف ولم يجز إلا بالخفض فكذا لا يجوز في الأيكة إلا الخفض قال سيبويه واعلم أن كل ما لا ينصرف إذا دخلته الألف واللام أو أضيف انصرف إذا دخلته ولا نعلم أحدا خالف سيبويه في هذا
١٨٤

__________


الصفحة التالية
Icon