منعه من الصرف لأنه مجهول وأنه إذا لم يعرف الشيء لم ينصرف واحتج بقوله
( يكن ما أساء النار في رأس كبكبا ** ) وأبو عمرو أجل من أن يقول مثل هذا وليس في حكاية الرؤاسي عنه دليل أنه إنما منعه من الصرف لأنه لم يعرفه وإنما قال لا أعرفه ولو سئل نحوي عن اسم فقال لا أعرفه لم يكن في هذا دليل على أنه يمنعه من الصرف بل الحق وعلى غير هذا والواجب إذا لم تعرفه أن تصرفه لأن أصل الأسماء الصرف وإنما يمنع الشيء من الصرف لعلة داخلة عليه فالأصل ثابت فلا يزول بما لا يعرف واحتجاجه بكبكب لا معنى له لأن كبكب جبل معروف منع من الصرف لأنه بقعة وإن كان الصرف فيه حسنا والدليل على ما قلنا أن أبا عمرو إنما احتج بكلام العرب ولم يحتج بأنه لا يعرفه وأنشد للنابغة الجعدي
( من سبأ الحاضرين مأرب إذ ** يبنون من دون سيله العرما ) وإن كان أبو عمرو قد عورض من هذا فروي من سبأ الحاضرين حذف التنوين لالتقاء الساكنين قال أبو جعفر سمعت علي بن سليمان يقول سمعت محمد بن يزيد يقول سمعت عمارة يقرأ ﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon