الإنكار وهذا مذهب أبي إسحاق واستدل على معنى صحة هذا القول بأن بعده ( بل هم منها عمون ) فأما معنى ادرك فليس فيه إلا وجه واحد يكون فيه معنى الإنكار كما تقول أأنا قاتلتك أي لم أقاتلك فيكون المعنى لم يدرك بل هم منها عمون حذفت منه الياء لالتقاء الساكنين ولم يجز تحريكها لثقل الحركة فيها
٦٧
هكذا يقرأ نافع في هذه السورة وفي سورة العنكبوت وقرأ أبو عمرو باستفهامين إلا أنه خفف الهمزة وقرأ عاصم وحمزة باستفهامين أيضا إلا أنهما حققا الهمزتين وكل ما ذكرناه في السورتين جميعا واحد وقرأ الكسائي ( أإذا ) بهمزتين ( أننا ) بنونين في هذه السورة وفي سورة العنكبوت باستفهامين القراءة الأولى ( إذا كنا ترابا وآباؤنا أننا ) موافقة للخط حسنة وقد عارض فيها أبو حاتم فقال وهذا معنى كلامه إذ ليس باستفهام و أئنا استفهام وفيه أن فكيف يجوز أن يعمل ما في حيز الاستفهام فيما قبله وكيف يجوز أن يعمل ما بعد أن فيما قبلها وكيف يجوز غدا أن زيدا خارج فإذا كان فيه استفهام كان أبعد وهذا إذا سئل عنه كان مشكلا لما ذكره قال أبو جعفر وسمعت محمد بن الوليد يقول سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن آية من القرآن صعبة الإعراب مشكلة وهي قوله جل وعز ﴿ وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد ﴾ فقال أن عمل في