ودخلت على في هذه الآية لأن الغفلة هي المقصودة فصار هذا كما تقول جئت على غفلة وإن شئت قلت جئت على حين غفلة فكذا الآية ( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ) ابتداء وخبر والمعنى إذا نظر إليهما الناظر قال هذا من شيعته أي من بني إسرائيل ( وهذا من عدوه ) أي من قوم فرعون وعدوه بمعنى أعداء وكذا يقال في المؤنث هي عدو لك ومن العرب من يدخل الهاء في المؤنث لأنه بمعنى معادية عند البصريين وعند الكوفيين لأن الواو خفية كذا يقولون والواو ليست بخفية بل هي حرف جلد ( إنه عدو مضل مبين ) خبر بعد خبر وإن شئت كان مضل مبين نعتا
١٧
فيه قولان أحدهما أنه بمعنى الدعاء وهذا قول الكسائي والفراء وقدره الفراء بمعنى اللهم فلن أكون ظهيرا للمجرمين والقول الآخر أنه بمعنى الخبر وزعم الفراء أن قوله هو قول ابن عباس قال أبو جعفر وأن يكون بمعنى الخبر أولى وأشبه بنسق الكلام كما يقال لا أعصيك لأنك أنعمت علي وهذا قول ابن عباس على الحقيقة لا ما حكاه الفراء لأن ابن عباس قال لم يستثن فابتلي والاستثناء لا يكون في الدعاء لا تقول اللهم اغفر لي إن شئت وأعجب الأشياء أن الفراء روى أن ابن عباس قال هذا ثم حكى عنه قوله
١٨
منصوب على خبر أصبح وإن شئت على الحال ويكون الظرف في موضع الخبر قال الضحاك خاف أن يراه أحد أو يظهر عليه قال و ( يترقب )