لننزعن واقعة على المعنى كما تقول لبست من الثياب وأكلت من الطعام ولم يقع لننزعن على أيهم فينصبها وقال الفراء المعنى ثم لننزعن بالنداء ومعنى لننزعن لننادين إذا كان معناه لننزعن بالنداء قال أبو جعفر وحكى أبو بكر بن شقير أن بعض الكوفيين يقول في أيهم معنى الشرط والمجازاة فلذلك لم يعمل فيها ما قبلها والمعنى ثم لننزعن من كل فرقة إن تشايعوا أو لم يتشايعوا كما تقول ضربت القوم أيهم غضب والمعنى إن غضبوا أو لم يغضبوا فهذه ستة أقوال وسمعت علي بن سليمان يحكي عن محمد بن يزيد قال أيهم متعلق بشيعة فهو مرفوع لهذا والمعنى ثم لننزعن من الذين تشايعوا أيهم أي من الذين تعاونوا فنظروا أيهم أشد على الرحمن عتيا وهذا قول حسن وقد حكى الكسائي إن التشايع التعاون عتيا على البيان
٧١
قد ذكرنا فيه أقوالا قال خالد بن معدان إذا دخل أهل الجنة قالوا يا ربنا إنك وعدتنا أن نرد النار فيقال لهم إنكم وردتموها وهي خامدة قال أبو جعفر ومن أحسن ما قيل فيه أعني في الآية أن المعنى وإن منكم إلا وارد القيامة لأن الله جل وعز قال في المؤمنين ﴿ لا يسمعون حسيسها ﴾ وقال جل ثناؤه ﴿ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ ودل على أن المضمر للقيامة فوربك لنحشرنهم فالحشر إنما هو في القيامة ثم قال جل وعز ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك