وبعد فأما الكلام في قبل وبعد على مذهب سيبويه وعلى مذهب البصريين إن سبيلهما أن لا يعربا لأنهما قد كانتا حذف منهما المضاف إليه والإضافة فصارتا معرفتين من غير جهة التعريف فزال تمكنهما فلم يخليا من حركة لأنهما قد كانتا معربتين فاختير لهما الضم لأنه قد يلحقهما بحق الإعراب الجر والنصب فأعطيتا غير تينك الحركتين فضمتا إلا أن أبا العباس محمد بن يزيد قال لما كانتا غايتين أعطيتاه ما هو غاية الحركات ( ويومئذ يفرح المؤمنون ) في معناه قولان أحدهما أنهم فرحون بغلبة الروم فارس لأن الروم أهل كتاب فهم إلى المسلمين أقرب من الأوثان والقول الآخر وهو أولى أن فرحهم إنما هو لإنجاز وعد الله جل وعز إذ كان فيه دليل على النبوة لأنه أخبر جل وعز بما يكون في بضع سنين فكان فيه
مصدر مؤكد قال أبو إسحاق ويجوز ( وعد الله ) بالرفع بمعنى ذلك وعد الله ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وهم الكفار وهم أكثر
ثم بين ما يجهلونه بقوله ( وهم عن الآخرة هم غافلون ) هم الأول ابتداء والثاني ابتداء ثان والجملة خبر الأول وفي الكلام معنى التوكيد ويجوز أن يكون هم الثاني بدلا من الأول كما تقول رأيته إياه وفي الكلام أيضا معنى التوكيد