وقول الفقهاء فيه وقد قيل معناه يولد على الخلقة التي تعرفونها وقيل معنى فطرة الله التي فطر الناس عليها أي اتبعوا دين الله الذي خلق الناس له وسميت الفطرة دينا لأن الناس يخلقون له قال جل وعز ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ واحتج قائل بقوله جل وعز ﴿ وإن أسأتم فلها ﴾
٣١
منصوب على الحال قال محمد بن يزيد لأن معنى فأقم وجهك وفأقيموا وجوهكم وهو قول أبي إسحاق واحتج بقوله جل وعز ﴿ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ﴾ وقال الفراء المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين ورد أبو العباس قول من قال التقدير لا يعلمون منيبين لأن معنى منيبين راجعون فكيف لا يعلمون راجعين وأيضا فإن بعده ( واتقوه ) وإنما معناه فأقيموا وجوهكم واتقوه ( ولا تكونوا من المشركين )
٣٢ تأولته عائشة رضي الله عنها وأبو هريرة وأبو أمامة رحمهما الله على أنه لأهل القبلة وقال الربيع بن أنس الذين فرقوا دينهم أهل الكتاب وفارقوا دينهم تركوا دينهم الذي يجب أن يتبعوه وهو التوحيد ( وكانوا شيعا ) أي فرقا ( كل حزب بما لديهم فرحون ) قيل هم فرحون لأنهم لم يتبينوا الحق وعليهم أن يتبينوه وقيل هذا قبل أن تظهر البراهين وقول ثالث أن العاصي لله جل وعز قد يكون فرحا بمعصيته وكذلك