وهذه القراءات إذا اختلفت معانيها لم يجز أن يقال إحداها أجود من الأخرى لا يقال ذلك في الأخبار إذا اختلفت معانيها ولكن خبر عنهم أنهم دعوا أن يبعد بين أسفارهم بطرا وأشرا وخبر أنهم لما فعل بهم ذلك خبروا به وشكوا كما قال ابن عباس ( وظلموا أنفسهم ) أي بكفرهم ( فجعلناهم أحاديث ) أي يتحدث بهم بأخبارهم وتقديره في العربية ذوي أحاديث ( ومزقناهم كل ممزق ) أي لما لحقهم ما لحقهم تفرقوا وتمزقوا قال الشعبي فلحقت الأنصار بيثرب وغسان بالشام وأسد بعمان وخزاعة بتهامة ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) صبار تكثير صابر والصابر الذي يصبر عن المعاصي يمدح بهذا الاسم وإن أردت أنه صبر على المعصية لم يستعمل فيه إلا صابر عن كذا قال جل وعز ﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾
٢٠
فيه أربع أوجه من القراءات قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر يروى عن مجاهد ( ولقد صدق ) بالتخفيف ( عليهم إبليس ) بالرفع ( ظنه ) بالنصب وقرأ ابن عباس ويحيى بن وثاب والأعمش وعاصم وحمزة والكسائي ( صدق ) بالتشديد وقرأ أبو الهجهاج ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ) بنصب إبليس ورفع ظنه قال أبو حاتم لا وجه لهذه القراءة عندي والله جل وعز أعلم قال أبو جعفر وقد أجاز هذه القراءة الفراء وذكرها أبو إسحاق