قال سعيد بن جبير غرور الحياة الدنيا أن يشغل الإنسان بنعيمها وفتنتها عن عمل الآخرة حتى ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾ ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) وقال شعبة عن سماك ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) بضم الغين وفيه ثلاثة أقوال منها أن يكون جمع غار كما تقول جالس وجلوس وهذا أحسن ما قيل فيه ويكون معناه كمعنى الغرور قال أبو حاتم الغرور جمع غر وغر مصدر والقول الثالث يكون الغرور مصدرا وهذا بعيد عند أبي إسحاق لأن غررته متعد والمصدر من المتعدي إنما هو على فعل نحو ضربته ضربا إلا أشياء يسيرة سمعت لا يقاس عليها قالوا لزمته لزوما ونهكه المرض نهوكا فأما معنى هذا الحرف فأحسن ما قيل فيه ما قاله سعيد بن جبير قال الغرور بالله جل وعز أن يكون الإنسان يعمل المعاصي ثم يتمنى على الله جل وعز المغفرة
ويكون عدو بمعنى معاد فيثنى ويجمع ويؤنث ويكون بمعنى النسب فيكون موحدا بكل حال كما قال جل وعز ﴿ فإنهم عدو لي ﴾ وفي المؤنث على هذا عدو أيضا فأما قول بعض النحويين إن الواو خفية فجاءوا بالهاء فخطأ بل الواو حرف جلد ( فاتخذوه عدوا ) مفعولان ( إنما يدعو حزبه ) كفت ما إن عن العمل فوقع بعدها الفعل ( ليكونوا من أصحاب السعير )

__________


الصفحة التالية
Icon