معنى وما يعمر من معمر أي ما يطول من عمره وما ينقص من عمره يعني آخر أي ولا ينقص الآخر من عمر ذاك ( إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ) والفعل منه يسر ولو سميت به إنسانا انصرف لأنه فعيل
١٢
روى ابن عباس قال فرات حلو وأجاج مالح مر وقرأ طلحة ( وهذا ملح أجاج ) بفتح الميم وكسر اللام بغير ألف وأما المالح فهو الذي يجعل الملح لإصلاح الشيء ( ومن كل تأكلون لحما طريا ) لا اختلاف في هذا أنه منهما جميعا ( وتستخرجون حلية تلبسونها ) مذهب أبي إسحاق أن الحلية إنما تستخرج من الملح فقيل منهما لأنهما مختلطان وقال غيره إنما تستخرج الأصداف التي قال فيها الحلية من الدر وغيره ومن المواضع التي فيها العذب والملح نحو العيون وقال محمد بن يزيد قولا ثالثا هو أحسنها قال إنما تستخرج الحلية من الملح خاصة وليس هذا عنده لأنهما مختلطان ولكن جمعا ثم خبر عن أحدهما كما قال جل وعز ﴿ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ﴾ وكما تقول لو رأيت الحسن والحجاج لرأيت خيرا وشرا وكما تقول لو رأيت الأصمعي وسيبويه لملأت يدك لغة ونحوا فقد عرف معنى هذا وهو كلام فصيح كثيرا فكذا ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها فاجتمع في الأول وانفرد الملح بالثاني فصارا

__________


الصفحة التالية
Icon