قولان أحدهما أن الذين اصطفوا هم الأنبياء صلوات الله عليهم أي اختيروا للرسالة وقيل المعنى الذين اصطفوا لا نزال الكتاب عليهم فهذا عام وقيل الضمير في
٣٣ يعود على الثلاثة الأصناف على أن لا يكون الظالم ههنا كافرا ولا فاسقا فمن روى عنه هذا القول أعني أن الذين يدخلونها هذه الثلاثة الأصناف عمر وعثمان وأبو الدرداء وابن مسعود وعقبة بن عمرو وعائشة رضي الله عنهم ولولا كراهة الإطالة لذكرنا ذلك بأسانيده وإن كانت ليست مثل الأسانيد الأولى في الصحة وهذا القول أيضا صحيح عن عبيد بن عمرو وكعب الأحبار وغيرهما من التابعين والتقدير على هذا القول أن يكون الظالم لنفسه الذي عمل الصغائر والمقتصد قال محمد بن يزيد هو الذي يعطي الدنيا حقها والآخرة حقها فيكون جنات عدن يدخلونها عائدا على الجميع على هذا الشرح والتبيين وفي الآية قول ثالث يكون الظالم صاحب الكبائر والمقتصد الذي لم يستحق الجنة بزيادة حسناته على سيئاته فيكون جنات عدن يدخلونها الذين سبقونا بالخيرات لا غير وهذا قول جماعة من أهل النظر قالوا لأن الضمير في حقيقة النظر لما يليه أولى وقد ذكرنا قول العلماء المتقدمين قبل هذا ( يحلون فيها من أساور من ذهب ) جمع أسورة وأسورة جمع سوار وسوار وقد حكي أنه يقال اسوار وجمع إسوار أساوير وقد حكي أن في حرف أبي أساوير وحذف الياء من مفاعل هذا

__________


الصفحة التالية
Icon