لأدمغنه فأخذ حجرا والنبي ﷺ يصلي ليرميه به فلما أومأ به إليه جفت يده على عنقه والتصق الحجر بيده فهو على هذا تمثيل أي بمنزلة من غلت يده إلى عنقه وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال قرأ ابن عباس ( إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا فهي إلى الأذقان ) قال أبو إسحاق وقرىء ( إنا جعلنا في أيديهم أغلالا ) قال أبو جعفر هذه القراءة على التفسير ولا يقرأ بما خالف المصحف وفي الكلام حذف على قراءة الجماعة فالتقدير إنا جعلنا في أعناقهم وفي أيديهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهي كناية عن الأيدي لا عن الأعناق والعرب تحذف مثل هذا ونظيره ﴿ سرابيل تقيكم الحر ﴾ فتقديره وسرابيل تقيكم البرد فحذف لأن ما وقى الحر وقى البرد ولأن الغل إذا كان في العنق فلا بد من أن يكون في اليد ولا سيما وقد حال جل وعز ( فهي إلى الأذقان ) فقد أعلم الله جل وعز أنها يراد بها الأيدي ( فهم مقمحون ) أجل ما روى فيه ما حكاه عبد الله بن يحيى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أراهم الأقماح فجعل يديه تحت لحيته وألصقهما ورفع رأسه قال أبو جعفر وكان هذا مأخوذا مما حكاه الأصمعي قال يقال أكمحت الدابة إذا جذبت لجامها لترفع رأسها قال أبو جعفر والقاف مبدلة من الكاف لقربها منها كما يقال قهرته وكهرته قال الأصمعي ويقال أكفحت الدابة إذا تلقيت فاها باللجام لتضربه به مشتق من قولهم لقيته كفاحا أي وجها لوجه وكفحت الدابة بغير ألف

__________


الصفحة التالية
Icon