مفعول بغير علة أوجبت ذلك فأما ما حكاه عن العرب فلا يشبه ما أجازه لأن تقدير يا مهتم بأمرنا لا تهتم على التقديم والتأخير والمعنى يا أيها المهتم لا تهتم بأمرنا وتقدير البيت يا أيها الدار ثم حول المخاطبة أي يا هؤلاء غير هذه الدار البلى كما قال جل وعز ﴿ حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ﴾ وكان أبو إسحاق يقول بأن قوله جل وعز يا حسرة على العباد من أصعب ما في القرآن من المسائل وإنما قال هذا لأن السؤال فيه أن يقال ما الفائدة في نداء الحسرة قال أبو جعفر وقد شرح هذا سيبويه بأحسن شرح ومذهبه أن المعنى إذا قيل يا عجباه فمعناه يا عجب هذا من إبانك ومن أوقاتك التي يجب أن تحضرها والمعنى على قوله أنه يجب أن تحضر الحسرة لهم على أنفسهم لاستهزائهم بالرسل وفي معنى الآية قول غريب إسناده جيد رواه الربيع بن أنس عن أبي العالية قال لما رأى الكفار العذاب قالوا يا حسرة على العباد يعنون بالعباد الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إليهم تحسروا على فواتهم وإن لم يحضروا حتى يؤمنوا قال الله تعالى ﴿ وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون ﴾
٣١
قال الفراء كم في موضع نصب من وجهين أحدهما بيروا واستشهد على هذا القول بأنه في قراءة عبد الله بن مسعود ( ألم يروا من أهلكنا ) والوجه الآخر أن تكون كم في موضع نصب بأهلكنا قال أبو جعفر القول