ووجه ثان في الرفع يكون مرفوعا بالابتداء ويقال القمر ليس هو المنازل فكيف قال قدرنا منازل ففي هذا جوابان أحدهما أن تقديره قدرناه ذا منازل مثل ﴿ واسأل القرية ﴾ والتقدير الآخر قدرنا له منازل ثم حذف اللام وكان حذفها حسنا لتعدي الفعل إلى مفعولين مثل ﴿ واختار موسى قومه سبعين رجلا ﴾
٤٠ رفعت الشمس بالابتداء ولا يجوز أن تعمل لا في معرفة وقد تكلم العلماء في معنى هذه الآية فقال بعضهم معناها أن الشمس لا تدرك القمر فيبطل معناه وقيل القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة فهي لا تدركه وأحسن ما قيل في معناه وأبينه مما لا يدفع أن سير القمر سير سريع فالشمس لا تدركه في السير ( ولا الليل سابق النهار ) مما قد تكلموا فيه أيضا وقال بعضهم هذا يدل على أن النهار مخلوق قبل الليل وأن الليل لم يسبقه بالخلق وقيل لا يجوز أن يتقدم أحدهما صاحبه لأن وجود هذا عدم هذا ولا يقع فيهما القبل والبعد وهذا قول أهل النظر وقيل كل واحد منهما يجيء في وقته لا يسبق أحدهما صاحبه قال أبو جعفر حدثنا محمد بن الوليد وعلي بن سليمان عن محمد بن يزيد قال سمعت عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقرأ ( ولا الليل سابق النهار ) فقلت ما هذا قال أردت سابق النهار فحذفت التنوين لأنه أخف قال أبو

__________


الصفحة التالية
Icon