جازت الإمالة عند سيبويه والخليل فيما ذكرناه لأنها أسماء ما يكتب ففرقوا بينها وبين الحروف نحو لا و ما ومن أمال منها شيئا فهو مخطىء وكذلك ما التي بمعنى الذي ولا يجيز أن تمال حتى ولا إلا التي للاستثناء لأنهما حرفان وإن سميت بهما جازت الإمالة وأجازا أنى لأنها اسم ظرف كأين وكيف ولا يجوز إمالة كاف لأن الألف متوسطة فأما قراءة الحسن فقد أشكلت على جماعة حتى قالوا لا تجوز منهم أبو حاتم والقول فيها ما بينه هارون القارىء قال كان الحسن يشم الرفع فمعنى هذا أنه كان يومىء كما حكى سيبويه أن من العرب من يقول الصلوة والزكوة يومىء إلى الواو ولهذا كتبت في المصاحف بالواو
في رفعه ثلاثة أقوال قال الفراء وهو مرفوع بكهيعص قال أبو إسحاق هذا محال لأن كهيعص ليس هو مما أنبأنا الله جل وعز به عن زكرياء وقد خبر الله جل وعز عنه وعما بشره به وليس كهيعص من قصته قال الأخفش التقدير فيما نقص عليكم ذكر رحمة ربك والقول الثالث أن المعنى هذا الذي نتلوه عليكم ذكر رحمة ربك عبده ورحمة بالهاء تكتب ويوقف عليها وكذلك كل ما كان مثلها لا نعلم بين النحويين اختلافا في ذلك إذا لم يكن في شعر بل قد اعتلوا في ذلك أن هذه الهاء لتأنيث الأسماء وفرقوا بينها وبين الأفعال