فتكلم العلماء في هذا فقال بعضهم إنما الرواية بالاعراب فإن كانت بالاعراب لم تكن شعرا لأنه إذا فتح الباء من البيت الأول أو ضمها أو نونها وكسر الباء من البيت الثاني خرج عن وزن الشعر وقال بعضهم ليس هذا الوزن من الشعر قال أبو جعفر وهذا مكابرة العيان لأن أشعار العرب على هذا قد رواها الخليل وغيره ومن حسن ما قيل في هذا قول أبي إسحاق إن معنى وما علمناه الشعر أي وما علمناه أن يشعر أي ما جعلناه شاعرا وهذا لا يمنع أن ينشد شيئا من الشعر وقد قيل إنما خبر الله عز وجل ما علمه الشعر ولم يخبر أنه لا ينشد شعرا وهذا ظاهر الكلام وقد قيل فيه قول بين زعم صاحبه أنه إجماع من أهل اللغة وذلك أنهم قالوا كل من قال قولا موزونا لا يقصد به إلى شعر فليس بشعر وإنما وافق الشعر وهذا قول بين ( وما ينبغي له ) قال أبو إسحاق أي وما يتسهل له وتأويله على معنى وما يتسهل قول الشعر لا الإنشاد ( إن هو إلا ذكر ) أي ما الذي أنزلنا إليك ( إلا ذكر وقرآن مبين )
٧٠
هذه قراءة أهل المدينة ومال إليها أبو عبيد قال والشاهد لها ﴿ إنما أنت منذر ﴾ وقراءة أبي عمرو وأهل الكوفة ( لينذر ) يكون معناها لينذر الله جل وعز أو لينذر القرآن أو لينذر محمد ﷺ وقرأ محمد بن السميفع اليماني لينذر من كان حيا قال جويبر عن الضحاك من كان حيا أي من كان مؤمنا أي لأن المؤمن بمنزلة الحي في قبوله ما ينفعه ( ويحق القول على الكافرين ) أي

__________


الصفحة التالية
Icon