بقاطع والله جل وعز أعلم لأن لبشارة بنبوته في ما روي بشارة ثابتة بعد الأمر بذبحه ثوابا على ما كان منه فأما وعده بأن يكون من إسحاق ابن فكيف يأمره بذبحه فقد يجوز أن يكون ولد لإسحاق غير ولد لأنه قد بلغ السعي فظاهر التنزيل يدل على أن الذبيح إسحاق لأنه أخبر جل وعز أنه فدى الغلام الحليم الذي بشر به إبراهيم حين قال هب لي من الصالحين فإذا كان المفدى هو المبشر به وقد بين أن الذي بشر به هو إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب وأن كل موضع من القرآن ذكر بتبشيره إياه بولد فهو إسحاق نبيا أي بتبشيره إياه بقوله فبشرناه بغلام حليم إنما هو إسحاق فأما اعتلال من أعتل بأن قرني الكبش كانا معلقين في الكعبة فليس يمتنع أن يكون حمل من الشام إلي مكة على أن جماعة من العلماء قد قالوا كان الأمر بالذبح فأما قوله إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى فمن المشكل وقد تكلم العلماء في معناه فقال بعضهم كان إبراهيم ﷺ أمر إذا رأى رؤيا فيها كذا وكذا أن يذبح ابنه واستدل صاحب هذا القول بأنها في قراءة ابن مسعود ( إني أرى في المنام أفعل ما أمرت به ) فهذه قراءة على التفسير دالة على أنه أمر بهذا قبل إذ كان مما لا يؤتى مثله برؤيا وقال صاحب هذا القول وقد ذبحه إبراهيم ﷺ لأن معنى ذبحت الشيء قطعته وليس هذا مما يجوز أن ينسخ بوجه واستدل عليه بقول مجاهد قال إسحاق لإبراهيم عليهما السلام لا تنظر إلى وجهي وترحمني ولكن اجعل وجهي إلى الأرض فأخذ إبراهيم السكين فأمرها على خلفة فانقلبت فقال له ما لك فقال انقلبت السكين قال اطعني بها طعنة ففعل ثم فداه الله جل وعز قال ابن

__________


الصفحة التالية
Icon