أنك قد لقيت يونس قال له إن كنت يونس فقد علمت أنه من كذب قتل إذا لم يكن له بينة فمن يشهد لي قال هذه الشجرة وهذه البقعة قال فمرهما فقال لهما يونس صلى الله عليه إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له قالتا نعم فرجع الغلام إلى قومه وكان في منعة وكان له إخوة فأتى الملك فقال إني قد لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام قال فأمر به أن يقتل فقالوا إن له بينة فأرسلوا معه فأتى الشجرة والبقعة فقال لهما نشدتكما بالله جل وعز أشهد كما يونس ﷺ قالتا نعم قال فرجع القوم مذعورين يقولون شهدت له الشجرة والأرض فأتوا الملك فأخبروه بما رأوا قال عبد الله فتناول الملك بيد الغلام فأجلسه في مجلسه فقال أنت أحق بهذا المكان مني قال عبد الله فأقام لهم ذلك الغلام أمرهم أربعين سنة فقد تبين في هذا الحديث أن يونس صلى الله عليه كان قد أرسل قبل أن يلتقمه الحوت بهذا الإسناد الذي لا يؤخذ بالقياس وفيه أيضا من الفائدة أن قوم يونس صلى الله عليه آمنوا وندموا قبل أن يروا العذاب لأن فيه أنه أخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام ففرقوا بين كل والدة وولدها والفاء في اللغة تدل على أن الثاني يلي الأول فكان حكم الله جل وعز فيهم كحكمه في غيرهم في قوله جل وعز ﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾ وقال جل ثناؤه ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ﴾ الآية وقد قال بعض العلماء إنهم رأوا مخايل العذاب فتابوا قال أبو جعفر وهذا لا يمتنع فأما قوله عز وجل ﴿ إلا قوم يونس ﴾ فهو استثناء ليس من الأول وقد ذكرنا معنى أو

__________


الصفحة التالية
Icon