جعفر وقيل شبهت الألف في قولك هذان بالألف في يفعلان فلم تغير قال أبو إسحاق النحويون القدماء يقولون الهاء ههنا مضمرة والمعنى إنه هذان لساحران فهذه خمسة أقوال قال أبو جعفر وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال إن شئت أجبتك بجواب النحويين وإن شئت أجبتك بقولي فقلت بقولك فقال سألني إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت القول عندي أنه لما كان يقال هذا في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحد فقال ما أحسن هذا لو تقدمك بالقول به حتى يؤنس به فقلت فيقول القاضي به حتى يؤنس به فتبسم قال أبو جعفر القول الأول أحسن إلا أن فيه شيئا لأنه إنما قال إنما يقال نعم زيد خارج ولا يكاد يقع اللام ههنا وإن كان النحويون قد تكلموا في ذلك فقالوا اللام ينوى بها التقديم وقال أبو إسحاق المعنى إن هذان لهما ساحران ثم حذف المبتدأ كما قال
( أم الحليس لعجوز شهربه ** )
والقول الثاني من أحسن ما حملت عليه الآية إذ كانت هذه اللغة معروفة وقد حكاها من يرتضى علمه وصدقه وأمانته منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقول إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيني وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء أهل اللغة روى عنه سيبويه وغيره ومن بين ما في هذا قول سيبويه واعلم إنك إذا ثنيت الواحد زدت عليه زائدتين الأولى منهما حرف مد