تقديران أحدهما وهو الذي لا يجوز غيره أن يكون مقطوعا من الأول مثل ﴿ يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ﴾ والتقدير الآخر ذكره الفراء أن يكون ولا تخشى ينوى به الجزم وتثبت فيه الياء زعم كما قال الشاعر
( هجوت زبان ثم جئت معتذرا ** من سب زبان لم تهجو ولم تدع )
وأنشد
( ألم يأتيك والأنباء تنمي ** بما لاقت لبون بني زياد )
قال أبو جعفر هذا من أقبح الغلط أن يحمل كتاب الله جل وعز على شذوذ من الشعر وأيضا فإن الذي جاء به من الشعر لا يشبه من الآية شيئا لأن الواو والياء مخالفتان للألف لأنهما تتحركان والألف لا تتحرك فللشاعر إذا اضطر أن يقدرهما متحركتين ثم يحذف الحركة للجزم وهذا محال في الألف وأيضا فليس في البيتين اضطرار يوجب هذا لأنهما إذا رويا بحذف الواو والياء كانا وزنا صحيحا من البسيط والوافر يسمى الخليل الأول مطويا والثاني منقوصا

__________


الصفحة التالية
Icon