عن سعيد عن عثمان وهي بعيدة جدا وقد زعم بعض العلماء أنها لا تجوز قال كيف يقول خفت الموالي من بعد موتي وهو حي والتأويل لها أن لا يعني بقوله من ورائي من بعد موتي ولكن من ورائي في ذلك الوقت وهذا أيضا بعيد يحتاج إلى دليل أنهم خفوا في ذلك الوقت وقلوا وقد أخبر الله عز وجل عنهم بما يدل على الكثرة حين قالوا أيهم يكفل مريم ( وكانت امرأتي عاقرا ) أي لا تلد كأن بها عقرا والفعل منه عقرت مسموع من العرب والقياس عقرت ( فهب لي من لدنك وليا ) والمستقبل يهب والأصل يوهب بكسر الهاء ومن قال الأصل يوهب بفتح الهاء فقد أخطأ لأنه لو كان كما قال لم تحذف الواو وكما لم تحذف في يوجل وإنما حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم فتح بعد حذفها لأن فيه حرفا من حروف الحلق
وقرأ أهل الحرمين والحسن وعاصم وحمزة
٦ برفعهما وقرأ يحيى بن يعمر وأبو عمرو ويحيى بن وثاب والأعمش والكسائي ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) بالجزم فيهما قال أبو جعفر القراءة الأولى بالرفع أولى في العربية وأحسن والحجة في ذلك ما قاله أبو عبيد فإن حجته حسنة قال المعنى فهب لي من لدنك الولي الذي هذه حاله وصفته لأن الأولياء منهم من لا يرث فقال هب الذي يكون وارثي ورد الجزم لأن معناه إن وهبته لي ورثني فكيف يخبر الله جل وعز بهذا وهو أعلم به منه وهذه حجة مقتصاة لأن جواب الأمر عند النحويين فيه معنى الشرط والمجازاة تقول أطع الله جل وعز يدخلك الجنة والمعنى أن تطعه يدخلك الجنة فأما معنى يرثني ويرث من آل يعقوب فللعلماء فيه ثلاثة أجوبة قيل هي وارثة نبوة