وقيل هي وراثة حكمة وقيل هي وراثة مال فأما قولهم وراثة نبوة محال لأن النبوة لا تورث ولو كانت تورث لقال قائل الناس كلهم ينسبون إلى نوح ﷺ وهو نبي مرسل ووراثة الحكمة والعلم مذهب حسن وفي الحديث العلماء ورثة الأنبياء وأما وارثة المال فلا يمتنع وإن كان قوم قد أنكروه لقول النبي ﷺ لا نورث ما تركنا صدقة فهذا لا حجة فيه لأن الواحد يخبر عن نفسه بإخبار الجميع وقد يؤول هذا بمعنى لا نورث الذي تركناه صدقة لأن النبي ﷺ لم يخلف شيئا يورث عنه وإنما كان الذي له أباحه الله عز وجل إياه في حياته بقوله جل وعز ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ﴾ لأن معنى لله جل وعز لسبل الله جل ثناؤه ومن سبل الله تبارك وتعالى ما يكون في مصلحة الرسول ﷺ ما دام حيا فإن قيل ففي بعض الروايات إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة ففيه التأويلان جميعا أن يكون ما بمعنى الذي والآخر لا يورث من كانت هذه حاله ( من آل يعقوب ) لم ينصرف لأنه أعجمي وزعم عاصم الجحدري أنهم لو قالوا هو يعقوب آخر غير يعقوب بن إسحاق لصروفه وقال أنهم قالوا إنه غير يعقوب بن إسحاق عليهما السلام
منادى مفرد ( اسمه يحيى ) مبتدأ وخبر ولم ينصرف يحيى لأنه في الأصل فعل مستقبل وكتب بالياء فرقا بينه وبين الفعل ( لم نجعل له من قبل سميا ) قد ذكرناه وقد قيل معناه لم نأمر أحدا أن يسمي ابنه يحيى قبلك