١٥
قد تكلم النحويون في معنى هذه الآية وفي بيان ما أشكل منها فمن أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله جل وعز محمدا ﷺ وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه فليمدد بسبب إلى السماء أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء ( ثم ليقطع ) أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له ( فلينظر هل يذهبن كيده ) وحيلته ما يغيظه من نصر النبي ﷺ والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر وقرأ أهل الكوفة بإسكان اللام وهذا بعيد في العربية لأن ثم ليست مثل الواو والفاء لأنها يوقف عليها وتنفرد
١٧
خبر إن ( ان الله يفصل بينهم ) قال الفراء ولا يجوز في الكلام إن زيدا إن أخاه منطلق فزعم أنه إنما جاز في الآية لأن في الكلام معنى المجازاة أي من آمن ومن تهود أو تنصر أو صبأ ففصل ما بينهم وحسابهم على الله عز وجل ورد أبو إسحاق على الفراء هذا واستقبح قوله إن زيدا إن أخاه منطلق قال لأنه لا فرق بين زيد وبين الذي وإن تدخل على كل مبتدأ فتقول إن زيدا هو منطلق ثم تأتي بإن فتقول إن زيدا إنه منطلق
١٨

__________


الصفحة التالية
Icon